زيادة إفراز اللعاب “سيلان اللعاب المفرط” .. أسباب وأعراض وطرق علاج

سيلان اللعاب المفرط

بقلم د. عمرو وَنّي 

من الملاحظ أنه في مرحلة الطفولة قد يزداد إفراز اللعاب بشدة لدى الصغار، كما أن عملية التسنين تحفز بشكل طبيعي الغدد اللعابية على إنتاج كمية زائدة من اللعاب لما له من فائدة ترطيب وتخفيف ألم التسنين.

ولكن من المفترض أن ينتهي سيلان اللعاب الزائد بعد سن الثالثة، لذلك إذا كنت أنت أو أي شخص آخر (في الرابعة من العمر فما فوق) يعاني من سيلان اللعاب المفرط فقد يكون ذلك نتيجة:

  • مشاكل في البلع أو ضعف التحكم في الفم أو اللسان غير المرتبط بعملية إفراز اللعاب الزائد، وهو ما قد يشير إلى مشكلة صحية خطيرة.
  • أو قد يحدث فرط اللعاب نتيجة فرط إنتاج الغدد اللعابية، وهذا عادة ما يكون نتيجة لمشكلة صحية قابلة للعلاج.

لذا قد يتبادر لذهنك:

كيف يمكن معرفة ما إذا كان سيلان اللعاب طبيعيًا أم مفرطًا؟

وما الذي يسبب بالضبط سيلان اللعاب المفرط؟

وكيف يمكن التعامل معه لتجنب المواقف الاجتماعية المحرجة؟

اسباب كثرة إفراز اللعاب اثناء النوم

اسباب كثرة إفراز اللعاب اثناء النوم

معظمنا يسيل لعابه من حين لآخر أثناء النوم، ويرجع ذلك لارتخاء عضلات المسؤولة عن البلع تمامًا مثل باقي عضلات وجهك وجسمك؛ وهذا يسبب يتراكم اللعاب وربما تسرب البعض منه عبر جانبي فمك.

لكون سيلان اللعاب أثناء النوم أمرأً شائعاً إلى حد ما، فهو لا يعتبر مشكلة تحتاج لحل عاجل، بعكس سيلان اللعاب المفرط المرضي.

تعرف على:

التهاب زاوية الشفة: تعرف على أسبابه وأعراضه وطرق علاجه

 أسباب وجود طعم معدني في الفم.. ما هي؟ تعرف عليها بالتفصيل

ملوحة الفم ما هي أسبابها وطرق علاجها

ما هي أسباب رائحة الفم الكريهة؟ طرق علاج رائحة الفم والوقاية منها

أسباب سيلان اللعاب المفرط

قد يحدث سيلان اللعاب في بعض الأحيان عند تناول بعض الأدوية أو الأطعمة الحمضية أو مع بعض أنواع الحساسية أو إذا خضعت لتخدير الأسنان عند الطبيب، وهو لا يعتبر حالة مرضية.

واعتمادًا على سبب سيلان اللعاب يمكن أن تكون الحالة مؤقتة أو مزمنة أو دائمة ولكن يمكن علاجها.

العدوى: ومن بين أنواع العدوى التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة إفراز اللعاب عن الطبيعي:

  • التهاب الحلق.
  • التهاب الجيوب الأنفية.
  • التهاب اللوزتين أو الخراج حول اللوزتين.
  • انسداد الممرات الأنفية.
  • التهاب لسان المزمار (تورم الغضروف الذي يغطي القصبة الهوائية).
  • التهابات الفم المختلفة.

الحالات المزمنة: القابلة للعلاج أو قصيرة الأجل مثل:

  • توقف التنفس أثناء النوم.
  • ارتجاع حمض المعدة.
  • الحمل.

الاضطرابات العضلية أو الوراثية أو العصبية: يمكن أن ينتج سيلان اللعاب المفرط عن هذه الاضطرابات التي تؤثر على المهارات الحركية مثل البلع:

  • الشلل الدماغي.
  • متلازمة داون.
  • متلازمة ريت.
  • مرض الشلل الرعاش.
  • مرض الزهايمر.
  • مرض ويلسون.
  • التصلب الجانبي الضموري (ALS).
  • الجلطات الدماغية.
  • إصابات الدماغ.

الأدوية: يمكن أن تؤدي بعض الأدوية الموصوفة لمشكلة صحية ما (مثل الحالات والاضطرابات المذكورة سابقاً) إلى سيلان اللعاب المفرط، بينما تتسبب بعض الأدوية الأخرى في جفاف الفم).

بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تؤدي بعض أدوية الأمراض الذهنية إلى زيادة إفراز اللعاب،على سبيل المثال الكلوزابين الذي يشيع استخدامه لعلاج مرض انفصام الشخصية.

تحقق من الأدوية الخاصة بك لمعرفة ما إذا كان سيلان اللعاب المفرط من بين آثارها الجانبية.

علامات وأعراض زيادة إفراز اللعاب

أعراض سيلان اللعاب المفرط

بشكل عام فزيادة إفراز اللعاب المفرطة تعبر عن وجودها بإحدى طريقتين رئيسيتين:

  • سيلان اللعاب الأمامي: وفيه يعاني المرضى من انسكاب مفرط للعاب من المنطقة الأمامية لأفواههم على الشفاه وربما الوجه والملابس مما يسبب مشاكل في النظافة والعناية بالبشرة وكذلك المظهر الاجتماعية.
  • سيلان اللعاب الخلفي وفيه يعاني المرضى من الانسكاب الخلفي المفرط للعاب من أفواههم وارتجاعه عبر الممرات الهوائية (القصبة الهوائية) بدلاً من ابتلاعه بشكل طبيعي، مما يسبب التهاب رئوي، وغالبًا ما يكون لدى مرضى زيادة إفراز اللعاب مزيج من كلا النوعين من سيلان اللعاب.

أما إذا كان سيلان اللعاب المفرط مَرَضياً فقد يصحبه الأعراض التالية:

  • تصبب اللعاب على الشفة السفلية بشكل متكرر مما يؤدي إلى تهيج الوجه وانهيار الجلد حول الفم بما يشبه الطفح الجلدي. (راجع مقال التهاب زوايا الفم من هنا)
  • تراكم اللعاب في الفم والحلق مما يؤدي إلى دخول الطعام والشراب وحتى اللعاب نفسه إلى رئتيك. الأمر الذي قد يسبب الالتهاب الرئوي أو مشاكل أخرى في الرئة.
  • قد يتزايد رد الفعل البلعومي (وهو تقلص الجزء الخلفي من الحلق عند ملامسة جسم غريب لسقف الفم أو الجزء الخلفي من اللسان أو المنطقة حول اللوزتين مع الشعور برغبة في القيء) أثناء عمليات البلع والسعال والتقيؤ العادية.

ونظرًا لأن أعراض سيلان اللعاب المفرط يمكن أن تشير أو تؤدي إلى مشكلة صحية أكثر خطورة، فإننا نوصي بالحصول على تشخيص طبي في أسرع وقت ممكن.

تعرف على:

سرطان الفم: أسبابه وأعراضه وطرق العلاج والوقاية

علاج قرحة الفم، اسباب تقرحات الفم، ادوية علاج تقرحات الفم

أسباب مرارة الفم والأعراض المصاحبه لها وطرق علاج مرارة الفم

طرق علاج إفراز اللعاب المفرط

بغض النظر عن سبب سيلان اللعاب فإن الخبر السار هو أنه غالباً له علاج. بالرغم من الأمر قد يحتاج لتنسيق بين عدة متخصصين في الرعاية الصحية (أطباء الأسنان والأنف والأذن وأطباء الأعصاب وأطباء الرعاية الأولية من بينهم)، ولكن يظل علاج ممكناً.

في بعض الأحيان يكون الحل بسيطًا مثل:

  • علاج السبب الأساسي كالعدوى عن طريق المضادات الحيوية أو الجراحة مثل استئصال اللوزتين.
  • استبدال الأدوية التي تزيد من إفراز اللعاب بأخرى أقل تأثيراً.

أما إن كنت تعاني أنت أو أحد أفراد أسرتك اضطرابًا عضليًا أو وراثيًا أو عصبيًا فاستشر طبيبك عن أنواع العلاجات التالية:

الأجهزة السنية الصناعية

قد يساعدك طبيب أسنانك بصنع جهاز خاص يوضع في الفم يساعد في إغلاق الشفة أثناء البلع، أو في وضعية اللسان داخل الفم.

الأدوية

  • السكوبولامين والذي يأتي على شكل رقعة تُوضع على الجلد للسماح بامتصاص الدواء ببطء طوال اليوم.
  • غليكوبيرولات (روبينول) والذي يُعطى عن طريق الحقن أو في شكل حبوب، ويقلل من إنتاج اللعاب ولكنه قد يسبب جفاف الفم.
  • سلفات الأتروبين وتعطى على شكل قطرات في الفم.

ولكن من فضلك اسأل طبيبك أو الصيدلي قبل تناول هذه الأدوية.

العلاج الحركي الفموي

إن تعلم تقوية عضلات اللسان والشفاه و التحكم فيهما يحقق نجاحاً ملحوظاً في التحكم في إفراز اللعاب وتحسين إغلاق الشفة والبلع.

حقن البوتوكس

وهو أحد طرق العلاج الفعالة بحقن البوتوكس في الغدد اللعابية لتقليل نشاطها، أو بعض عضلات الوجه.

الجراحة

ثبتت فعاليتها مع الأطفال والبالغين في إزالة وتحويل وإغلاق بعض الغدد والقنوات المتعلقة بالغدد اللعابية، ويلجأ الطبيب إليها في حالة عدم فعالية الطرق العلاجية الأخرى.

في النهاية إن كان لديك أي أعراض أو شكوك بإصابتك بسيلان اللعاب المَرَضي فاحجز موعدك مع الطبيب للوصول للتشخيص الأساسي والحصول على العلاج الذي تحتاجه.