ما هو سوء إطباق الأسنان؟ أسبابه، أعراضه، وطرق علاجه

سوء إطباق الأسنان

بقلم د.عمرو وني

شكل الفك الطبيعي

يشير الإطباق أو “العضة” إلى الطريقة التي تصطف وتتلاقى بها الأسنان العلوية مع السفلية داخل فمك دون أي ازدحام أو تباعد أو التواء.

وفي تطابق الأسنان الصحيح والطبيعي تستقر الأسنان العلوية إلى الأمام والخارج قليلاً بالنسبة للأسنان السفلية بحيث تتقابل الحواف المدببة للأضراس العلوية مع الأخاديد والمنخفضات الموجودة على السطح الطاحن بالأضراس المقابلة.

وهذا النمط من المحاذاة يمنع أسنانك العلوية من عض خديك وشفتيك من الداخل وكذلك حماية لسانك.

ما هو سوء اطباق الأسنان؟

نعني بسوء الإطباق وجود أسنان ملتوية خارجة عن الاصطفاف الطبيعي العام للأسنان أو “عضة سيئة”، أو وجود فراغات أو ازدحام غير طبيعي بين الأسنان، وعلى أرض الواقع فهناك الكثير من الناس لا يملكون عضة مثالية.

وفي معظم الأحيان يعتبر سوء الإطباق مشكلة تجميلية، ما يجعل الشخص غير راض عن شكل أسنانه. وإلى جانب الشكل الجمالي فسوء الاطباق قد يجعل من الصعب العناية ببعض مناطق الأسنان خاصة الملتوية، مما يؤدي إلى تسوس الأسنان أو فقدانها؛ وفي حالة كان سوء الإطباق شديداً فيمكن أن يسبب مشاكل في الأكل أو التحدث.

قد يهمك: تقويم الأسنان: مدة تقويم الاسنان، عيوب وفوائد تقويم الاسنان

قد يهمك: أسعار تقويم الأسنان في مصر، أنواع تقويم الأسنان والمميزات والعيوب

ما الذي يسبب سوء إطباق الأسنان؟

عادة ما يكون سوء الإطباق ناجماً عن حالة وراثية وينتقل من جيل إلى جيل، ويحدث سوء الإطباق بسبب مشاكل في شكل أو حجم الفك أو الأسنان.

وأكثر المشاكل شيوعاً هو وجود مساحة كبيرة جدًا أو صغيرة جدًا في الفك؛ فإذا كان فك الطفل صغيرًا فقد تنمو الأسنان بشكل مزدحم أو ملتوي خارج المصفوفة الطبيعية، بينما إذا كانت هناك مساحة كبيرة في الفك فقد تنحرف الأسنان عن مكانها.

إلى جانب العامل الوراثي فهناك بعض الظروف أو العادات التي قد تغير شكل وبنية الفك مؤدية لسوء الإطباق، وتشمل هذه:

  • الشفة الأرنبية والحنك المشقوق.
  • عادات خاطئة أثناء الطفولة والتي تتعارض مع النمو الطبيعي للأسنان والعظام والوجه مثل الاستخدام المتكرر للهاية الأطفال بعد سن 3 سنوات، الاستخدام المطول للرضاعة بالزجاجة في مرحلة الطفولة المبكرة، مص الإبهام أو الشفاه أو الدمى أو الأجسام الغريبة، عادة لمس السن النامي باللسان أو اليدين.
  • يؤثر نقص الكالسيوم والعناصر الغذائية الأخرى أثناء نمو الجنين وفي مرحلة الطفولة بشكل سلبي على نمو العظام، مما يؤدي لنمو غير طبيعي لعظام الوجه والفكين.
  • إصابات وأورام الفم والفكين.
  • صرير الأسنان أو طحنها.
  • فقدان الأسنان لفترة طويلة.
  • بزوغ الأسنان غير المنتظم أو الجزئي أو الأسنان المدفونة.
  • إجراءات تركيب حشوات الأسنان أو التيجان أو الجسور أو التقويم بشكل غير صحيح.
  • انسداد مجرى الهواء (التنفس الفموي) ، والذي قد يكون ناجمًا عن الحساسية أو تضخم الزوائد الأنفية أو اللوزتين.

ما هي أعراض سوء الإطباق؟

يولد الكثير من الناس بعضة غير مثالية، ولسوء الاطباق عدة تصنيفات؛ وعلى هذا النحو يمكن أن تتراوح الأعراض من خفيفة إلى شديدة اعتمادًا على تصنيف سوء الإطباق، وقد تتراوح أعراض سوء الإطباق بين ما يلي:

  • محاذاة غير صحيحة لأسنانك ينتج عنها عضة غير طبيعية (عميقة، مفتوحة، ناقصة ..الخ)
  • تآكل غير طبيعي لأسنانك.
  • تغيير هيكل الوجه وبالتالي المظهر الخارجي.
  • قضم متكرر على السطح الداخلي للخدين أو اللسان.
  • صعوبة في المضغ أو العض.
  • صعوبات في الكلام وقد يصاحبها ظهور لثغة.
  • التنفس من خلال الفم بدلاً من الأنف.
  • مشاكل وآلام بمفصل الفك الصدغي.
  • تشنجات في عضلات الفك والمضغ.

وتعتبر من أكثر العلامات شهرةً ووضوحًا لسوء الاطباق وجود بروز شديد في الأسنان الأمامية العلوية أو السفلية.

هل يمكن أن يسبب سوء الإطباق الصداع؟

يمكن أن يؤدي الانحراف الشديد في الفك أو العضة غير المتساوية إلى إجهاد وألم في الأسنان ومفصل الفك مما قد يسبب الصداع، خاصة إذا كان السبب وراء سوء الإطباق هو صرير الأسنان.

كيف يتم تشخيص سوء الإطباق؟

عادة ما يتم تشخيص سوء إطباق الأسنان من خلال فحوصات الأسنان الروتينية، سيقوم طبيب الأسنان بالفحص وإجراء أشعة سينية على الأسنان لتحديد ما إذا كانت أسنانك مصطفة بشكل صحيح.

أنواع عدم تطابق الفكين “تصنيفات سوء الاطباق”

إذا اكتشف طبيب أسنانك سوء الإطباق فسيصنفه حسب نوعه وشدته. وهناك ثلاث تصنيفات رئيسية من سوء الإطباق:

  • التصنيف الأول لسوء الاطباق

يتم تشخيص سوء الإطباق من الفئة الأولى عندما تتداخل الأضراس العلوية مع الأضراس السفلية في وضع جيد، لكن أسنانك الأخرى مزدحمة أو متباعدة جدًا.

في هذا النوع من سوء الإطباق تكون العضة نموذجية ولا يكون اختلال الأسنان شديدًا، ويعتبر التصنيف الأكثر شيوعًا لسوء الإطباق.

  • التصنيف الثاني لسوء الاطباق

يتم تشخيص سوء الإطباق من الفئة الثانية عندما يكون وضع الأسنان العلوية بعيدًا جدًا عن الأسنان السفلية، بحيث تبرز الأسنان الأمامية بصورة أكبر من اللازم إما رأسياً فيما يعرف بالعضة العميقة أو المتراكبة ” Overbite”، أو أفقياً “Overjet”.

وغالباً ما يكون تراجع الفك السفلي أو الفك السفلي الأصغر من المعتاد هو المسبب لهذا النوع من سوء الإطباق، وفي بعض الحالات بروز الفك العلوي أو زيادة حجمه هو السبب.

  • التصنيف الثالث لسوء الاطباق

يتم تشخيص حالات سوء الإطباق من الفئة الثالثة عندما تكون الأسنان السفلية بارزة جدًا للأمام، حيث تتداخل أو تحيط بالأسنان الأمامية العلوية، بحيث يلتقي الحد القاطع للأسنان معاً أو تبرز السفلية قليلا للأمام.

ويشار إلى هذا عادة باسم العضة الناقصة، ويحدث هذا النوع من سوء الاطباق عادةً بسبب بروز الفك السفلي أو كبر حجمه بالنسبة للعلوي فيما يُعرف باسم “الفَقَم”.

سوء إطباق الأسنان

كيف يتم علاج سوء اطباق الأسنان ؟

لا يحتاج معظم المصابين بسوء الإطباق الخفيف (الفئة الأولى) إلى علاج. ولكن قد يحيلك طبيب الأسنان إلى أخصائي تقويم الأسنان إذا كان سوء الإطباق لديك شديدًا.

وبحسب تصنيف سوء الإطباق الذي تعاني منه، قد يوصي أخصائي تقويم الأسنان بعلاجات مختلفة. يمكن أن تشمل:

  • خلع الأسنان لتصحيح الازدحام

في الأطفال والمراهقين يعتبر الازدحام في الفم هو المشكلة الأكثر شيوعًا؛ لذلك قد تكون الخطوة الأولى في العلاج هي إزالة بعض الأسنان اللبنية لإفساح المجال للأسنان الدائمة لتنمو فيها، بينما يتجنب أطباء تقويم الأسنان إزالة الأسنان الدائمة عندما يكون ذلك ممكنًا.

  • الأجهزة السنية

قد يحتاج بعض الأطفال إلى علاج مبكر يسمى تعديل النمو، وفيه يرتدي الطفل جهازًا داخل أو خارج الفم، أو تركيبة ليساعد في تحريك وتوجيه نمو الفك والأسنان إلى وضع أفضل؛ ويعمل هذا العلاج بشكل أفضل أثناء فترات نمو الطفل.

  • تقويم الأسنان

الخطوة التالية هي وضع أقواس التقويم، وغالباً ما تكون في مرحلة تبديل وظهور الأسنان الدائمة، و كان سوء الاطباق ناتجاً عن مشاكل باصطفاف الأسنان “سنّي”، عندها تقوم أسلاك وأقواس التقويم بتحريك الأسنان ببطء لتصحيح العضة.

  • جراحة تعديل الفك

في حالة كان سوء الاطباق ناتجاً عن مشكلة بعظام الفكين، فقد تحتاج لإجراء جراحة لإعادة تشكيل أو تقصير الفك.

  • إعادة تشكيل أو تغطية الأسنان

باستخدام القشور والتيجان الخزفية يمكن تعديل وضع الاطباق والعضة بعد برد الأسنان، وهذا في حالات سوء الاطباق البسيطة.

هل يمكن منع حدوث سوء الإطباق .. وكيف؟

يعتبر منع هذه الحالة أمرًا صعبًا لأن معظم حالات سوء الإطباق وراثية إلى حد كبير، ومع ذلك يمكن أن يتأثر نمو الفك والأسنان بالعوامل البيئية المحيطة والسلوكيات السابق ذكرها في أسباب سوء الاطباق.

لذلك ينبغي على الوالدين توجيه ومراقبة الأطفال الصغار والحد من استخدام اللهاية للمساعدة في تقليل التغيرات في نمو الفك.

كذلك يجب أيضًا تشجيع الأطفال على التوقف عن مص إبهامهم وألسنتهم في سن مبكرة قدر الإمكان.

كما أن الكشف المبكر عن سوء الإطباق قد يساعد في تقليل وقت العلاج وطريقته.

تحدث معنا الآن
تحدث معنا الآن
مرحباً بك،
هل تحتاج الي مساعدة ؟