ما هو توسيع الفك ؟
توسيع الفك العلوي أو “توسيع الحنك” هو نوع من العلاج المتقدم لتصحيح اختلال المحاذاة أو ازدحام الأسنان لتوفير مساحة أكبر للأسنان الجديدة أثناء الطفولة أو مشاكل التنفس أو مشاكل أخرى.
أنواع موسعات الفك
هناك عدة طرق لتوسيع الفك قد يلجأ الطبيب لإحداها أو أكثر مثل:
- توسيع الفك بالتقويم
“موسع الفك” هو جهاز في مجال تقويم الأسنان يستخدم لتوسيع الفك -غالباً العلوي- بحيث تتوافق الأسنان السفلية والعلوية معًا بشكل أفضل.
وعلى الرغم من أن استخدام الموسع في الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و 18 عامًا هو الأكثر شيوعًا، إلا أنه يمكن استخدامه أيضًا في البالغين؛ وغالبًا ما يتبع استخدام موسع الفك وضع أقواس لتقويم الأسنان.
وقد يصبح الموسع غير مريح إلى حد ما، أو يستغرق وقتًا أطول ويفضل المريض عدم الانتظار لعدة أشهر للحصول على النتيجة النهائية، عندها قد يلجأ الطبيب لاختيار التوسيع الجراحي للفك.
- توسيع الفك جراحياً
يتضمن توسيع الفك السريع بمساعدة التدخل الجراحي مزيجًا من علاج تقويم الأسنان والجراحة، ويتم اللجوء إليه في الحالات التي يكون فيها التوسيع المطلوب أكبر مما يمكن للجهاز تحقيقه منفرداً.
وفي هذه الخطة العلاجية يتم إنشاء جهاز مخصص قبل الجراحة، ثم يتم كسر الفك العلوي بشكل استراتيجي أثناء الجراحة عن طريق إجراء العديد من الجروح في العظام، وفصل الفك العلوي إلى أجزاء متحركة، مما يسمح للعظام بالنمو بينهما بمجرد وضع وتنشيط جهاز التوسيع بعد الجراحة.
- التوسيع المدعوم بالزراعة
يتم فيه التوسيع السريع للفك بمساعدة زرعات مصغرة (Mini-Implants) والتي تسمح بتطبيق القوة على عظم الفك العلوي مباشرة بدلاً من الأسنان.
وتتضمن هذه التقنية وضع من 2 إلى 6 غرسات صغيرة في منطقة سقف الحلق لتثبيت جهاز التوسيع عليها بالمسامير، ويقوم المريض بتنشيط الجهاز كما سنأتي بالشرح لاحقاً.
- موسعات الفك القابلة للإزالة
الموسعات القابلة للإزالة تشبه أطقم الأسنان الجزئية، ولكنها عادة ما تكون مصنوعة من معدن الكروم، وتُستخدم الموسعات القابلة للإزالة في نطاق ضيق جداً في الحالات التي تتطلب الحد الأدنى من توسيع الفك، ويوصى بها عادةً للبالغين، أو اعتمادًا على عمر المريض.
ما الأسباب الداعية لتوسيع الفك؟
لعملية توسيع الفك ثلاثة أهداف رئيسية هي:
- تصحيح العضة.
في الفم المثالي يجب أن تغلق الأسنان العلوية على السطح الخارجي للأسنان السفلية، وفي حالة ضيق الفك فيمكن للشخص أن يعاني من عضة معكوسة، حيث تعض الأسنان العلوية داخل الأسنان السفلية. وتؤدي هذه المشكلة إلى نمو غير متماثل في الفك السفلي ويمكن أن تسبب عدم تناسق في شكل الوجه إذا لم يتم تصحيحها في الوقت المناسب.
- الازدحام
حتى قبل ظهور جميع الأسنان الدائمة، فإنه يمكن التنبؤ إن كانت هناك مساحة كافية في الفم لاستيعابها أم لا، وتعمل موسعات الفك على منع الازدحام في الفم أو تقليله وتوفير مساحة لبزوغ جميع الأسنان في مواضعها الصحيحة دون الحاجة إلى خلع الأسنان.
- تحسين القدرة على التنفس
يمكن أن يُشكل الفك العلوي الضيق و/أو العميق صعوبة في التنفس من خلال الأنف، ما يؤدي إلى التنفس من الفم، وهذا بدوره يؤدي إلى استنشاق البكتيريا الفموية وجفاف الفم ورائحة الفم الكريهة، كما يمكن حدوث انقطاع التنفس أثناء النوم “Sleep Apnea”، ويساعد توسيع الفك في فتح ممرات التنفس.
توسيع الفك العلوي للأطفال
يعتبر الأطباء سن الطفولة هو العمر المثالي لإجراء عملية توسيع الفك، حيث يكون توسيع الفك العلوي أكثر نجاحًا عندما يتم إجراؤه في المرضى الذين تقل أعمارهم عن 16 عامًا؛ وغالباُ ما يتم عن طريق الموسع فقط دون الحاجة للجراحة.
لكن هذا لا يمنع أن بعض البالغين قد يحتاجون لتوسيع الفك خاصة أولئك الذين لديهم عضة معكوسة، وعندما يحتاج الفك العلوي لدى شخص بالغ للتوسيع فغالباً ما يوصي الأطباء بإجراء جراحة توسيع الفك جنباً إلى جنب مع استخدام الموسع لعلاج المشكلة.
كيف يتم توسيع الفك؟
- الموسع عبارة عن جهاز تقويم أسنان مصنوع خصيصًا يتم ربطه وتثبيته بالأسنان العلوية الخلفية ويسمح بتوسيع سقف الحلق.
- ويحتوي الجهاز على نصفين متصلين في المنتصف بمسمار تحت سقف الحلق مباشرة، يتم بواسطته تنشيط الجهاز وتوليد قوة تفصل بدقة بين عظمتي سقف الحلق “الحنك” حيث يوجد “الشق الحنكي” الذي يوحدهما في المنتصف.
- ويقوم المريض (أو والد الطفل) بإجراء عملية تنشيط للنابض مرة أو اثنتين يوميًا على الأكثر حتى الوصول إلى التوسيع المطلوب.
- بتنشيط مسمار الموسع يحدث توتر عند نقطة التقاء عظمتي الحنك “سقف حلقك”، مما يؤدي إلى فصلهما عن بعضهما بشكل تدريجي.
- يمكن أن تستمر فترة التنشيط من 2 إلى 3 أسابيع يتم تنشيط المسمار خلالها بين 40 إلى 50 مرة.
- يتم فحص المريض بانتظام (كل 7-15 يومًا) خلال فترة التنشيط.
- بمجرد الحصول على التوسيع اللازم، تتوقف عمليات تنشيط المسمار ويظل الجهاز في مكانه لمدة 3 أشهر تقريباً للسماح للأنسجة العظمية بالتشكل في منتصف سقف الحلق.
هل هناك أضرار لتوسيع الفك؟
يمكن القول بأن هناك بعض الآثار الجانبية المتوقعة لعملية توسيع الفك منها:
- يمكنك توقع بعض الألم أو الشعور بالضغط أو الصداع لبضع دقائق أثناء وضع موسعات الفك وعند تنشيط المسمار، وبالمقارنة بعملية شد أقواس التقويم فإن عملية تنشيط موسع الفك تسبب إزعاجًا أقل بكثير.
- زيادة إفراز اللعاب بسبب وجود جسم غريب في الفم.
- قد تلاحظ ظهور فجوة تزداد تدريجياً بين الأسنان الأمامية العلوية، وهو أمر طبيعي تمامًا فهذا يدل على أن الموسع يقوم بالعمل المطلوب.
- بزوغ زائد في الأسنان الخلفية.
- زيادة سماكة العظام جهة اللسان ” العظام اللسانية “، وانخفاضها جهة الخد “عظم الشدق”.
- تقرحات على اللسان يمكن أن تحدث بسبب ملامسة القضبان المعدنية للموسع مع اللسان أثناء حركته.
- ضغط على الأربطة اللثوية بالقرب من الأسنان الخلفية.
- قد تشعر ببعض الغرابة أثناء التحدث في البداية (يصبح نطق الحروف مثل: س – s، ت – t، ر – r أمرًا صعبًا). حيث يتكيف اللسان مع وجود الجهاز، لكن سرعان ما ستعتاد عليها.
النظافة والعناية بالموسع
- تأكد من تنظيف الجهاز جيدًا أثناء تنظيف أسنانك بعد كل وجبة، فسوف تمنع النظافة الجيدة تراكم بقايا الطعام وتجنبك التهاب اللثة وسقف الحلق.
- يفضل أيضًا استخدام غسول الفم الذي يحتوي على الفلورايد بانتظام.
ماذا عن النظام الغذائي أثناء توسيع الفك؟
نظرًا لكون الموسع يأخذ مساحة معتبرة داخل الفم، فقد تحتاج في البداية إلى اتباع نظام غذائي أكثر ليونة كالحساء والأطعمة المخفوقة والمفرومة وما إلى ذلك؛ لكن مع الوقت ستتمكن من العودة إلى نظام غذائي طبيعي، فجهاز توسيع الفك صلب ومثبت بإحكام في الفم فلا تقلق.
ومع ذلك من الوارد أن تصبح بعض الأسنان -مثل القواطع- أكثر حساسية وبالتالي سيكون من الصعب العض بقوة بهذه الأسنان لبعض الوقت.