السكر وعلاقته بأمراض اللثة وفقدان الأسنان


د.عمرو وني يكتب..

نعلم جميعًا أن مرض السكري مرض متعدد الأعراض، ويصيب الكثير من أعضاء الجسم بمشاكل مزمنة في حال لم يتم التحكم به، فماذا عن تأثيره على صحة الفم والأسنان..؟

وفقًا لمنظمة “Mouth Healthy” المعنية بصحة الفم، والتي هي فرع من الجمعية الأمريكية لطب الأسنان “The American Dental Association” فإن ما يقرب من 22 ٪ من الأشخاص المصابين بمرض السكري يعانون أيضًا من أمراض اللثة أو الأنسجة الداعمة للسن.

ويمكن أن يؤدي كلًا من أمراض اللثة وأمراض دواعم السن إلى مضاعفات تصل لفقدان الأسنان، ولكن لحسن الحظ يمكن الوقاية من ذلك.

في الأسطر التالية سنحاول مساعدتك على فهم هذه الحالة ومخاطرها وعلاقة مرض السكر بأمراض اللثة وفقدان الأسنان، حتى تتمكن من الحفاظ على صحة فمك وأسنانك سليمة في حال كنت مصابًا بمرض السكر.

أمراض اللثة وعلاقتها بفقدان الأسنان

بغض النظر عن وجود مرض السكر من عدمه، يمكن أن تتسلل أمراض اللثة إليك نتيجة عدم تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط بصورة كافية، ما يؤدي لتراكم البلاك على أسنانك خاصة حول خط اللثة، والذي ينزاح تدريجيًا حاملًا معه البكتيريا تحت اللثة مسببًا التهابها إذا لم يتم إزالته بانتظام.

تظهر علامات التهاب اللثة بوضوح في صورة احمرار أو انتفاخ أو نزيف باللثة حول السن. وهذا الالتهاب باللثة عادة ما يكون هو المرحلة الأولى، والذي يؤدي إلى نوع متقدم من أمراض اللثة المعروف باسم “التهاب دواعم السن” عند إهمال علاجه.

ومع استمرار تراكم لويحات البلاك، تتصلب وتتحول إلى الجير الصلب، والذي يقوم بفصل اللثة عن الأسنان وتدمير أربطة السن.

تستمر سلسلة تراكم الجير وتكوين الجيوب اللثوية واتساعها، وتسبب السموم البكتيرية عدوى داخل هذه الجيوب تستهدف العظام والأربطة المحيطة بالأسنان (دواعم السن)؛ وتسبب تآكلها، فتبدأ أسنانك في الارتخاء والتخلخل، مما يؤدي في النهاية إلى سقوط السن!

مرض السكري وفقدان الأسنان

بالعودة إلى مرض السكر نلاحظ أن عدد غير قليل من الأشخاص المصابين بداء السكري يعانون من ضعف القدرة على ضبط مستوياته في الدم، ولكن قد يغيب عنهم أن عدم ضبط مستوى سكر الدم يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض اللثة.!

إذا لم يتم التحكم في مرض السكر وحدث ارتفاع لمستويات سكر الدم في الفم، فإنه:

  • يحدث ارتفاع لمستويات الجلوكوز في سوائل الفم، والذي بدوره يعزز نمو البكتيريا التي تسبب أمراض اللثة.
  • عندما يظل مستوى الجلوكوز في الدم مرتفعًا بشكل دائم، فإنه يضعف وظيفة خلايا الدم البيضاء التي تلعب دوراً أساسياً في مقاومتك للعدوى.

ومن ناحية أخرى فإهمال علاج أمراض اللثة يؤدي أيضًا لارتفاع نسبة السكر في الدم، مما يجعل من الصعب السيطرة على مرض السكري (حلقة مفرغة). ويرجع بعض الأطباء السبب في كون أمراض اللثة أسوأ حالاً لدى المصابين بمرض السكري هو أن لديهم استجابة التهابية أكبر للعدوى البكتيرية.

مثل هذه الأسباب السابق ذكرها جعلت من المسَلّمات أن مرض السكري يزيد من خطر الإصابة بالتسوس وأمراض اللثة وفقدان الأسنان لاحقًا.

يمكنك معرفة المزيد حول طرق العناية بالأسنان واللثة

منع تساقط الأسنان

في النهاية نطمئنك بأنه يمكن الوقاية من أمراض اللثة وفقدان الأسنان بسبب مرض السكر من خلال الانتظام في المتابعة مع طبيب أسنانك، كذلك ضع في اعتبارك إذا كنت مصابًا بمرض السكر هذه التدابير المهمة:

  • حافظ على روتين العناية بالفم الصحيح كالتالي:

نظف أسنانك بفرشاة ناعمة مرتين يوميًا على الأقل، واستخدم الخيط يوميًا.

استبدل فرشاة أسنانك كل ثلاثة إلى أربعة أشهر حيث أن فرش الأسنان هي مكان خصب لإيواء البكتيريا. استخدم غسول فم قوي بوصفة طبية لمساعدتك على محاربة التهاب اللثة إن وُجد وأوصاك طبيب أسنانك بذلك.

  • تابع بانتظام مع الطبيب المسؤول عن حالة مرض السكري لديك، وتحاليل السكر في الدم، وأي أدوية جديدة.
  • أبق طبيب أسنانك على اطلاع بكل جديد فيما يخص مرض السكر لديك ومستوياته (خاصة التراكمي) وقت أي إجراء.
  • قم بفحوصات منتظمة وتنظيف عميق للجير كل ستة أشهر.
  • إذا لاحظت أيًا من هذه الأعراض: تورم، احمرار، نزيف أو انحسار باللثة، حساسية بالأسنان، أو تخلخل، رائحة كريهة، أو صعوبة في المضغ فاعتبر ذلك ضوءًا أحمر للكشف على أسنانك وكذلك سكر الدم لديك.

قد تبدو لك فكرة فقد الأسنان أو تكسرها أو تساقطها كمريض بالسكر أمرًا مخيفًا، ولكن من الأهم التركيز على إمكانية الوقاية منه.

وتذكر أن الحفاظ على اللثة بصحة جيدة ومستوى سكر الدم الطبيعي أمران مترابطان، وبعد أن عرفت أكثر عن العلاقة بين مرض السكر وأمراض اللثة وفقدان الأسنان، أصبحت أكثر استعدادًا للحفاظ على جميع أسنانك صحية وكاملة.

 

إن كنت مريضًا بالسكر وتعاني من أمراض اللثة أو أي مشاكل أخرى بالفم والأسنان فلا تتردد بالاتصال والحصول على موعد للفحص والعلاج لدينا في كابيتال دينتال كلينيك.

أو من خلال خدمة الإستشارات الإلكترونية.